وأفادت وكالة مهر للأنباء ان عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا "اندريه كارلوف" ، جاءت خلال كلمة ألقاها في معرض فني بأنقرة .
في الوقت الذي كانت تشهد العلاقات التركية الروسية تحسنا وفي أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية بيد الأتراك حيث كانت العلاقات تسير بانفعال ملتهب وإلى حافة الحرب فإن اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أدى إلى استئناف العلاقات التركية الروسية مرة أخرى وقد يكون القائمون بهذه العملية كانوا يتوقعون بعد أن كان رد فعل موسكو تجاه إسقاط المقاتلة صارما فبالتأكيد سيكون رد فعل موسكو في قضية اغتيال سفيرها بأنقرة أكثر صرامة والحالة الأكثر وضوحا هي الحرب .
إذا كانت هذه التوقعات وقعت بالفعل على أرض الواقع وطالبت روسيا ب"الثأر" لسفيرها وهاجمت تركيا عسكريا فإنها فتيلة الحرب العالمية قد اضطرمت وكان من المحتمل أن تقوم قائمة الحرب العالمية الثالثة بما أن الهجوم على تركيا هو اختراق سافر للناتو وإن الناتو لا تلتزم الحياد تجاه ما يحدث لحيلفتها .
لكن إدارة الأزمة من قبل أنقرة وموسكو أطفأت ما ومض من تكهنات في أفق الحرب بين البلدين والحادث الذي كاد أن يكون حربا ضروسا ومدمرة للبلدين .
كما تبين فإن الإرهابي التركي بعد أن قام باغتيال السفير الروسي هتف بشعارات تحكي عن غضب مبطن في نفسه لتحرير حلب السورية من قبضة الإرهابيين والدواعش إذ كانت عملية تحرير حلب بمشاركة روسيا فيها .
ولعل القائمين بعملية اغتيال السفير الروسي كانوا يهدفون من هذه العملية أن يوصلوا رسالة لروسيا ألا وهي أن مشاركتهم في التيار المقاوم بسوريا سوف لا يكون يكلفهم ثمنا غاليا وفي أبسط الأحوال فرض عقوبات أشد صرامة على روسيا بأعذار مثل أوكرانيا وجزيرة القرم .
ولا شك أن أهم الأهداف من القيام بهذه العملية الإرهابية هو دك اسفين بين تركيا وروسيا من جهة وتنامي الصراعات بين موسكو وحلف الناتو من جهة أخرى .
وأدى تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى أن موسكو تجعل الجزء الأكبر من اهتمامها وقدرتها لمعارضة حلف الشمال الأطلسي وهذا يعني التركيز أقل لروسيا في المناطق الحساسة مثل سوريا ./انتهى/
تعليقك